طالبت مواطنة سعودية تدعى عهود (35 عاماً) وزارة الصحة السعودية بتعويضها عما لحق بها من ضرر، بسبب «تبديلها» مع ابنة عائلة أخرى بعد ولادتهما، ما عرضها وأسرتيها السابقة واللاحقة لمتاعب لا تحصى. وتعد هذه الحالة التي تكشف «الحياة» تفاصيلها الأولى من نوعها بعد عقود من الولادة. ومن المفارقات أن إحدى الفتاتين كانت من نصيب عائلة موسرة، فيما ذهبت ابنة تلك العائلة إلى أسرة فقيرة. وحكت عهود لـ «الحياة» تفاصيل قضيتها التي تعرضت لها هي وأختها «زين» التي ظلت «بديلة» عنها لأكثر من 30 عاماً. وقالت: «إنها معاناة عاشتها أختي زين منذ البداية، إذ كانت تختلف عن أهلها في لون البشرة، ما دفعها إلى البحث عن نسبها الحقيقي، والآن جاء دوري في المعاناة، بعد أن ظلت حياتي السابقة كلها سراباً».
وتعود قصة الاستبدال إلى 6 تشرين الأول (أكتوبر) 1975 (9 شوال 1395) عندما قادت الأقدار امرأتين سعوديتين إلى مستشفى الولادة في حي «جرول»، على بعد نحو كيلومترين من المسجد الحرام في مكة المكرمة. هناك رزقتا بطفلتين جميلتين فرحت بهما كل منهما ككل الأمهات. بيد أن الممرضة أعطت كل أم مولودة جارتها في الغرفة، وهو ما لم يتضح إلا بعد ثلاثة عقود. وأشارت عهود التي تتحدث عن قصتها للمرة الأولى، إلى أن الاختلاف بين لون بشرة أختها زين، وبشرة ذويها من الرضاع «لفت نظر الناس إلى أنها ليست ابنتهم، فبحثت عن أصلها وانتصرت أخيراً، بينما لم يلاحظ محيطي (أنا) شيئاً آخر. والحمدلله على قضائه وقدره».
وأكدت أن التعويض من وزارة الصحة السعودية التي كانت السبب في ما تعرضت له من آلام، حقها الذي لن تتنازل عنه، لذلك أوكلت محامياً ليطالب بتعويضها 35 مليون ريال (9.3 مليون دولار). وكانت السعودية، شهدت حالة مشابهة جنوب المملكة قبل ثلاث سنوات، عند اكتشاف عائلتين تركية وسعودية بعد نحو ست سنوات أن ابنيهما تم تبديلهما بعد الولادة، وهي قضية شغلت الرأي العام في السعودية وأثارت مخاوف من احتمال تكرار مثل تلك الأخطاء الفظيعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق